مقدمة
بنظرة تاريخية سريعة نجد أن الفصول التدريبية التقليدية كانت هي الصيغة المسيطرة في مجال نقل المعرفة، بل حتى فيأيامنا هذه نجد أن ما يقرب من 80% من التدريب يتم داخل الفصول التدريبية، كما أنعمر آخر تقنيات التعلم (قبل ظهور التقنيات الحديثة) وهي الكتاب المطبوع يزيد عن (500) عام، في حين نلحظ أنه قد ظهر خلال العشر سنوات الأخيرة فقط ما يزيد عن عشرتقنيات رئيسة جديدة للتعلم والتعاون والمشاركة، وقد كشفت الخبرات المبكرة فيالتعامل مع هذه التقنيات عن فرص تحسين عميقة في نوعية خبرات التعلم وكفاءتها ومدىمناسبتها وكلفتها.
لقد بدأنا الآن فقط ندرك كيف ستتطور خبرات التعلم من خلالاستثمار جمع أو مزيج موَلَّف من أساليب التعلم التقليدية وأساليب التعلم المعتمدةعلى التقنية الحديثة، وكيف سيكون للتعلم المُوَلَّف تأثير استراتيجي في عمليات مهمةفي مجالات أو قطاعات العمل.
إن المؤسسات تنظر اليوم إلى ما هو أبعد من أتمتةنماذج التدريب، إنها تتطلع إلى اتجاهات حديثة لنقل المعرفة ودعم الأداء تستجيب بشكلأفضل إلى أهداف قطاع العمل وتحقق نتائج ملموسة يمكن قياسها، ومن خلال التركيز علىأهداف محددة لقطاع العمل بدلا من التركيز على تقنية التعلم ذاتها؛ تتوفر الفرصةلإعادة التفكير بشكل جوهري في تصميم المواد والبرامج التدريبية، وإمعان النظر فيالمداخل التي تحقق عملية تعلم مستمرة مع مشاركة فاعلة لعموم المؤسسة.
ما التعليم المدمج؟
يمكن وصف التعليم المدمج ـ في إطار ميسر ـ بأنه "برنامج تعلم تستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل (توصيل) المعرفة والخبرة إلى المستهدفين بغرض تحقيق أحسن مايمكن بالنسبة لمخرجات التعلم وكلفة تنفيذ البرنامج" كما عرفه آخرون "هو نوع من التعليم الحديث يدمجالمدرب بين التعليم التقليدي و التعليم الإلكتروني " و أيضاً " يقصد بالتعلم الخليط مزج أو خلط ادوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع الفصول الافتراضية والمعلم الالكتروني أي انه تعلم يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الالكتروني ."
، ولا تكمن أهمية التعليمالمدمج في مجرد مزج أنماط نقل مختلفة، بل في التركيز على مخرجات التعليم وقطاعالعمل، ولذلك يمكن إعادة صياغة هذا التعريف على النحو الآتي:
يركز التعليمالمدمج على التحقيق الأفضل لأهداف التعليم، من خلال استعمال تقنيات التعليم "الصحيحة" لمقابلة أنماط التعلم الشخصية "الصحيحة" من أجل نقل المهارات "الصحيحة" للشخص " المناسب" في الوقت "الصحيح".
ويتضمن هذا التعريف المبادئ الآتية:
- التركيز على أهداف التعليم بدلا من وسيلة نقل الخبرة.
- ضرورة دعم العديد منأنماط التعلم الشخصية المختلفة للوصول إلى الفئة المستهدفة.
- يبني كل فرد خبرةالتعلم على معارف ذاتية مختلفة.
- استراتيجية التعليم الفعالة ـ في كثير منالحالات ـ هي "وصول الفرد إلى ما يريد تماما في الوقت الذي يريده".
لقد أظهرتخبرات الرواد في مجال التعليم المدمج أن تُمَّثل هذه المبادئ أثناء التطبيق يمكنأن يسفر عن تحسينات جذرية في مدى الفاعلية والجدوى الاقتصادية لبرنامج التعليممقارنة بالأساليب التقليدية. وتتسم هذه التحسينات بدرجة عالية من العمق تمنحهاالقدرة على تغيير القدرة التنافسية لعموم المؤسسة.
التعليم المدمج
مسميات التعليم المدمج:
تعددت المسميات و المعنى ثابت منها :
التعليم المزيج .
التعليم الخليط .
التعليم المتمازج .
التعليم المؤلف .
Blended Learning ( BL ).
أبعاد الدمج :
غالبا ما تَرافق الاستخدامالأولي لعبارة "التعليم المدمج " بالربط اليسير بين التدريب في الفصل الدراسيالتقليدي وأنشطة التعلم الإلكتروني، وقد تطور المصطلح ليشمل مجموعة أغنى منإستراتيجيات التعلم ، وقد يضم برنامج التعليم المدمج واحدا أو أكثرمن الأبعاد على النحو الآتي:
الدمج بين التعليم الشبكي online والتعليم غيرالشبكي offline:
تضم خبرات التعلم المدمج أنماطالتعلم الشبكي* online learning وغير الشبكي، ويتم التعلم الشبكي عادة من خلالتقنيات الإنترنت والإنترانت، أما التعلم غير الشبكي فهو يتم في المواقف الصفيةالتقليدية، ومن الأمثلة على هذا النوع من التعليم المدمج البرامج التي تتطلببحثا في المصادر باستخدام الشبكة العنكبوتية web ودراسة المواد المتاحة من خلالهاوذلك أثناء جلسات تدريبية واقعية في الفصول الدراسية وبإشراف المدرب.
الدمجبين التعلم الذاتيself-paced ، والتعلم التعاوني الفوري live collaborative :
يشمل التعلم الذاتي أو التعلم بالسرعة الذاتية عمليات التعلم الفردي والتعلمعند الطلب والتي تتم بناء على حاجة المتدرب ووفق السرعة التي تناسبه، أما التعلمالتعاوني ـ في المقابل ـ فيتضمن اتصالا أكثر حيوية (ديناميكية) بين المتدربين، يؤديإلى مشاركة المعرفة والخبرة، وقد يشمل الدمج بين التعلم الذاتي والتعلم التعاونيـ على سبيل المثال ـ مراجعة بعض المواد والأدبيات المهمة حول منتج جديد، ثم مناقشةتطبيقات ذلك في عمل المتدرب من خلال التواصل الفوري باستخدام شبكات المعلومات.
ويجعلها متاحة لجميع العاملين من خلال شبكات المعلوماتللاستفادة منها عند الحاجة.
الدمج بين المحتوى الخاص (المعد حسب الحاجة) custom content والمحتوى الجاهز off-the-shelf content:
المحتوى الجاهز هوالمحتوى الشامل أو العام الذي يغفل البيئة والمتطلبات الفريدة للمؤسسة، ومع أن كلفةشراء أو توفير مثل هذا المحتوى تكون في العادة أقل بكثير وتكون قيمة إنتاجه أعلى منالمحتوى الخاص الذي يعد ذاتيا، فإن المحتوى العام ذا السرعة الذاتية يمكن تكييفهوتهيئته من خلال دمج عدد من الخبرات (الصفية أو الشبكية) ، وقد فتحت المعاييرالصناعية ـ مثل(SCORM )النموذج المرجعي لمكونات المحتوى التشاركي) ـ الباب نحوتحقيق مرونة أكبر في دمج المحتوى الجاهز والمحتوى الخاص لتحسين خبرات المستخدمبكلفة أقل.
الدمج بين العمل والتعلم:
إن النجاح الحقيقي وفاعلية التعلم فيالمؤسسة يرتبطان بالتلازم بين العمل والتعلم، وعندما يكون التعلم متضمنا في عملياتقطاع العمل مثل المبيعات أو تطوير المنتجات، يصبح العمل مصدرا لمحتوى التعلم،ويزداد حجم محتوى التعلم المتاح عند الطلب بما يلبي حاجة المستفيدين من هذاالمحتوى.
يُستَشَّف مما سبق أن العديد من المعوقات ذات الصلة بالوقت، والمكان،والشكل والتي ترتبط بالفصل الدراسي لم تعد موجودة، وحتى البناء التنظيمي المعدمسبقا للبرنامج التدريبي يمكن تحويله إلى عمليات أو خبرات تعلم مستمرة.
مكونات التعليم المدمج:
التعليم المدمج ليسجديدا، مع أن مكوناته كانت محصورة في الماضي في الفصول الدراسية التقليدية (بمافيها قاعات المحاضرات والمختبرات) والكتب والملخصات، أما اليوم فإنه يمكن المزاوجةبين اتجاهات التعلم المختلفة لتشمل ولا تقتصر على ما يأتي:
الصيغ الماديةالتزامنية Synchronous physical formats
- الفصول الدراسية والمحاضرات التييشرف عليها المعلم/ المدرب.
- مختبرات وورش العمل اليدوي.
- الرحلاتالميدانية.
الصيغ الشبكية التزامنية، التعلم الإلكتروني الفوري Synchronous online formats (Live eLearning):
- الاجتماعات الإلكترونية.
- الفصولالافتراضية.
- الندوات والبث من خلال الشبكة العنكبوتية.
- التدريب coaching.
- الرسائل المباشرة.
صيغ التعلم الذاتي غير التزامنية Self-paced, a Synchronous formats:
- الوثائق وصفحات الإنترنت.
- وحدات التدريب المعتمدةعلى الحاسب أو الشبكة العنكبوتية.
- المحاكاة
- مجتمعات التعلم الشبكية، ومجموعات النقاش.
اختيار المكونات المناسبة للتعليم المدمج :
يعد إيجاد استراتيجيات التعليم المدمج عملية تطورية، يلزم من أجلهااستكشاف إمكانات الفريق، والبنية التحتية للمؤسسة، ومدى تقبل المتدربين لأنماطالتعلم الجديدة.
بالنسبة للعديدين تكون المرحلة الأولى لبدء برنامج التعليم المدمج هي تكميل البرنامج التدريبي القائم سواء كان فصلا تدريبيا تقليديا، أومكتبة لمحتويات التعلم الذاتي بنشاطات تعلم إلكترونية فورية قد تشمل التدريب،والفصول و الورش الافتراضية من أجل تطوير عملية التعلم ودمجها بشكل أفضل في بيئةالعمل.
وفي حال تطوير الخبرات واكتساب الثقة بالقدرة على استخدام الأدواتالرئيسة المتاحة، يكون من المناسب استثمار جهد أكبر في إعادة تصميم البرنامجالتدريبي لتحقيق أكبر أثر ممكن على مجال العمل، وفيما يلي توضيح لعملية ذات مستوىعال من أجل التعامل مع بعض القرارات الأساسية في تصميم البرنامج التدريبي:
يجبأن يبدأ أي برنامج تدريبي بأهداف واضحة للأداء المطلوب ومجال العمل، وتحديد لما يجبأن يكون المتعلم قادرا على القيام به بعد انتهاء البرنامج التعليمي من أجل التقدمفي مجال العمل، وانطلاقا من هذه الأهداف يلزم القيام بعمليات التصميم التعليميالتحليلية، ويجب أن يراعي ذلك الخيارات الجديدة المتوفرة لعملية لتصميم، وتشملعمليات التحليل ما يأتي:
1- تحليل الفئة المستهدفة:
تحليل الفئة المستهدفة أساسيمن أجل التحقق من البدائل المتاحة لوسائل نقل المعرفة التي ستكون أكثر فاعلية فيتحقيق أهداف الأداء المحددة، ويلزم لهذا التحليل مراعاة عوامل رئيسة عديدة تشمل ـولا تقتصرـ على الآتي:
- المعرفة الأساسية:
ما مدى التوافق في المعرفة التي جاءبها المتدربون؟
- أنماط التعلم المفضلة:
بينما تختلف أنماط التعلم باختلافالأفراد، يلاحظ أن ذوي الخلفيات المتشابهة يشتركون في أنماط التعلم المفضلة؛ إذيميل الأفراد من القطاع التجاري والمبيعات إلى أشكال التعلم التعاوني، والمرئي،واللفظي، وغير الخطي، في المقابل يلاحظ أن ذوي الخلفية في تقنية المعلومات والاتصاليميلون إلى أنماط التعلم الخطية والواقعية والملموسة والفردية، فما مدى التنوع فيأنماط التعلم الذي يجب توفيره؟
- الموقع: يجب تحديد المكان الذي سيكون فيهالمتدربون، هل هم موزعون أو موجودون في مكان واحد؟
- الدافعية: ما هو مستوىالجهد والعناء والكلفة التي يتقبلها المتدربون من أجل تحقيق التعلم المعروض.
- الوصول: ما هي عناصر البرنامج التي تراها الفئة المستهدفة كفايات أساسية يجباكتسابها مسبقا قبل أن تبرز الحاجة إليها، مقابل تلك التي يمكن الوصول إليها عندالحاجة أو الطلب.
2- تحليل المحتوى:
يعد تحليل المحتوى مرشدا في عملية اختيارالبدائل الأكثر مناسبة لنقل المعرفة، وهنا يجب مراعاة أثر هذه البدائل على مدىالاحتفاظ بالتعلم عند اختيار وسائل التفاعل بين الفئة المستهدفة والمحتوى، وتتوفرحاليا بدائل لم تكن متاحة في أغلب الفصول الدراسية (التدريبية) للنفاذ إلىالمحتويات والأدوات المتنوعة والتفاعلات ثنائية الاتجاه، والألعاب والمحاكاة.
إنبعض أشكال المحتوى (على سبيل المثال، التعديلات الكبيرة في السلوك، والمهاراتالبدنية المعقدة) لا يمكن أداؤها بفاعلية إلا من خلال أنماط التدريب المباشرة وجهالوجه، ومن المهم في هذه الحالة إدراك مدى الحيوية في المحتوى، فإطلاق منتج جديد علىسبيل المثال ينتج عنه في العادة تحول سريع في المحتوى نتيجة لاستيعاب ودمج المعطياتالتي ترد بشكل مستمر من ميدان العمل والتعامل مع العملاء، ولذلك ينبغي ـ في الغالبـ أن تتوفر البرامج التي تتناول هذا ا لنوع من المحتوى بشكل فوري ومباشر لتسهيلتطوير المحتوى باستمرار وتعديله.
3- التحليل المالي:
يؤدي التحليل المالي لكل منكلفة تطوير المحتوى وتوصيله دورا مهما في اتخاذ القرارات بشأن طريقة التوصيلالمناسبة، فبرامج إيصال المحتوى التي يتعامل معها المستخدمون بسرعتهم الذاتية تعدمنخفضة الكلفة إذا تمت مقارنتها بالطرق التي تعتمد الأسلوب الفوري في التعامل معالمحتوى live formats ، وفي المقابل قد تكون كلفة إنتاج هذه البرامج مرتفعة جداويحتاج تطويرها وقتا طويلا إذا كانت ذات مستوى عال من التفاعل وتستخدم تقنياتووسائل تعليم متعددة.
أما المحتوى الذي يقدم من خلال الفصول التدريبية أو التعلمالإلكتروني الفوري فيمكن تطويره بسرعة وبكلفة قليلة، وقد يكون أيضا ذا كلفة عالية،ولكن الدراسات أظهرت أنه على الرغم من الكلفة العالية للتعلم الفوري إلا أنه أكثرجدوى اقتصاديا ما لم يكن المحتوى مستقرا وسيتم توصيله للمتدربين لآلاف المرات أوأكثر.
4- البنية التحتية:
قد تكون البنية التحتية عائقا أمام الاستفادة من بعضوسائل الاتصال المتاحة، فكثيرا ما تعوق محدودية القدرة الاستيعابية للفصولالتدريبية السرعة التي يتم فيها تدريب مجتمع واسع من المتدربين، وكذلك فإن أحجامالشاشات وإمكانات النفاذ إلى الشبكات تختلف في الهواتف النقالة عنها في الحاسباتالشخصية، وما لم يكن المرء محظوظا فإنه لن يجد شبكة ذات حزمةِ تردُّد كافية لنقلصور فيديو كاملة الحركة، ولحسن الحظ فإن أغلب تقنيات التعلم الإلكتروني الشائعةتتوافق بشكل عام مع البنية التحتية المتوفرة، كونها تعمل في الشبكات ذات الحزمالترددية المنخفضة.
منظومة التعليمالمدمج:
لابد أنيعمل من منظومة متكاملة لكي ينجح ويمكن تقسيم احتياجات التعليم المدمج إلى ثلاثةنقاط هي متطلبات تقنية ومتطلبات ومنهج ونتناول ككل جزء على إحدى :
1- المتطلباتالتقنية :
- يحتاجإلى تزويد الفصول بجهاز حاسب إلى وجهاز عرض Data Show متصلبالانترنت.
- توفيرمقرر الكتروني لكل مادة.
- توفير نظام لإدارة التعليم Learning Management System (LMS) .
- توفير نظام إدارة المحتويات Learning Content Management System (LCMS).
- توفير برامجالتقييم الالكتروني E-Evaluate.
- تحديد مواقع يمكن الاتصالبها.
- توفير مواقعالتحاور الالكتروني للتحاور مع الخبراء في المجال.
- الاتصال بالموقع الرسمي لوزارة التعليموبالتحديد مستشاري المواد.
- عقد لقاء أسبوعي مع موجهي المادة عن طريق الشبكة والسماح للطلاب بالتحاورمعه وتوجيه الأسئلة المباشرة عن المقرر والاختبار.
- توفير الفصول الافتراضية بجانب الفصول التقليديةبحيث يكمل كل منهما الأخر.
2-المتطلباتالبشرية:
والمتطلبات البشرية تمثل قطبي العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم ولكلمنهم طبيعة خاصة في ظل التعليم المدمج والكل له دور لا يقل أهمية عن الأخر لإنجاحهذا النوع من التعليم
المعلم:
- لديه القدرة على التدريس التقليدي ثم تطبيق ما قام بتدريسه عن طريقالحاسب.
- لديه القدرة على البحث عن ما هو جديد على الانترنت والرغبة في تطوير مقررهوتجديد معلومته بصفه مستمرة.
- لديه القدرة على التعامل مع برامج تصميمالمقررات سواء الجاهز منها أو التي تتطلب مهارةخاصة.
- لديه القدرة على تصميم الاختبارات بنفسه حتى يحولالاختبارات التقليدية إلى إلكترونيه.
- التعامل مع البريد الالكتروني وتبادل الرسائلبينه وبين طلابه.
- لديه الرغبة في الانتقال من مرحلة التعليم التقليدي إلى مرحلة التعليمالالكتروني.
- يحولكل ما يقوم بشرحه من صورته الجامدة إلى واقع حي يثير انتباه الطلاب عن طريق الوسائطالمتعددة Multimediaوالفائقة Hypermedia من خلالالانترنت.
- لابدمن أن يرسخ في ذهنه أن دخول التعليم الالكتروني والتحول الكامل إلى الفصولالافتراضية والمقررات الالكترونية و الإدارة الالكترونية أمر حتمي حتى يتمتحفيزه على العمل والتدريب الجيد خلال فترة التعليم المدمج والاستفادة منها.
- لدية القدرة على خلق روحالمشاركة والتفاعلية داخل الفصل.
- استيعاب الهدف من التعليم .
الطالب:
يحتاج الطالب في ظل التعليم المدمج أن يفهم انه ٌمشارك في العملية التعليميةويجب أن يشعر أن دورة هام لكي يتفاعل مع المعلم في الوصول إلى الهدف:
- لابد أن يشعرالطالب أنه مشارك وليس متلقي.
- يجب ان يتدرب على المحادثة عبرالشبكة.
- لديهالقدرة على التعامل مع البريد الالكترونى.
فوائد التعليم المدمج :
تنبع فكرة التعليم المدمج من أن التعليم عملية مستمرة وليس حدثا ينتهي في مرة واحدة، والدمج يوفرفوائد متعددة مقارنة بأنماط التعلم التي توظف وسيلة اتصال واحدة، ومن هذه الفوائدما يأتي:
1- زيادة فاعلية التعلم:
أظهرت دراسات حديثة وجود دلائل على أناستراتيجيات التعليم المدمج تحسن مخرجات التعلم من خلال توفير ارتباط أفضل بينحاجات المتعلم وبرنامج التعلم.
2- يزيد إمكانات الوصول للمعلومات:
إن أنماطالتعلم التي تقتصر على وسيلة اتصال واحدة تحدُّ إمكانات الوصول للمواد التعليميةوالمعارف المهمة في موضوع التدريب، وعلى سبيل المثال تقصر برامج التدريب في الفصولالدراسية التقليدية إمكانات الوصول بالمشاركين الذين يوجدون في مكان وزمان محددين،في حين تشمل الفصول التدريبية الافتراضية الفئات المستهدفة التي توجد في أماكنمتباعدة، ويمكن تجاوز مشكلة الوقت المحدد للتدريب إذا توفرت إمكانية تسجيل مجرياتالفصل التدريبي وإتاحة الوصول إليها من قبل المتدربين الذين لم يتمكنوا من المشاركةفي التدريب الفوري.
3- تحقيق الأفضل من حيث كلفة التطوير والوقت اللازم:
يتيح ضمأو دمج أنماط توصيل مختلفة أمكانية تحقيق التوازن بين البرنامج التعليمي الذي يتمتطويره (بناؤه) وبين الكلفة والوقت اللازم لذلك، فقد يكون تطوير محتوى تدريبي شبكيبالكامل بأسلوب التعلم الذاتي وغني بالوسائط التعليمية مكلفا جدا، ولكن الدمج بينأنماط مختلفة (كالتعلم التعاوني الافتراضي، والجلسات التدريبية المعتادة، وموادالتعلم الذاتي البسيطة مثل الوثائق، ودراسات الحالة، وأحداث التعلم الإلكترونيالمسجلة، وعروض البوربوينت) قد يكون بذات الكفاءة أو أكثر ولكن بكلفة أقل.
4- تحقيقأفضل النتائج في مجال العمل:
تظهر المؤسسات من تطبيقاتها الأولية التعليم المدمج نتائج استثنائية إذ وجد أن تحقيق الأهداف التعليمية قد تحقق بوقت أقلبنسبة 50% من الإستراتيجيات التقليدية، وتم تخفيض كلفة السفر والانتقال لأماكنالتدريب إلى نحو 85%.
عوامل نجاح التعليم المدمج:
هناك العديد من العوامل التي تساهم في نجاح التعليمالمدمج منها ما يلي:
1- التواصل والإرشاد :
من أهم عوامل نجاح التعليم المدمجالتواصل بين المتعلم والمعلم, بأن يقوم المعلم بإرشاد الطالب متى يكون وقت التعلمويرسم له الخطوات التي يتبعها من اجل التعلم والبرامج التي يستخدمها الطالب من اجلالتحصيل.
2- العمل التعاوني على شكل فريق :
في التعليم المدمج لابد أن يقتنع كل فرد ( طالب، معلم ) بأن العمل في هذا النوع من التعليم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين, ولابد من العمل في شكل فريق, وتحديد الأدوار التي يقوم بها كل فرد.
3- تشجيع العملالمبهر الخلاق:
الحرص على تشجيع الطلاب على التعليم الذاتي والتعلم وسط المجموعات, لأن الوسائط التكنولوجية المتاحة في التعليم المدمج تسمح بذلك ,(فالفرد يمكن أنيدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة أو قراءتها من على الخط بينما في ذات الوقت يشاركمع زملائه في بلد آخر من خلال الشبكة أو من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديوعن المعلومة ).
إن تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل.
4- الاختيارات المرنة:
التعليم المدمج يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والإجابةعن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان أو التعلم السابق لدى المتعلم ,وعلى ذلكلابد من أن يتضمن التعليم المدمج اختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافةالمستفيدين من أن يجدوا ضالتهم .
5- اتصل ثم اتصل ثم اتصل :
لابد أن يكون هناك وضوحبين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد, وأن يكون هناك طريقة اتصال سريعةومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف, ولابد منأن يشجع الاتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم البعض لتبادل الخبرات وحل المشكلاتوالمشاركة في البرمجيات
مشكلات التعليم المدمج :
لا يخلو التعليم المدمج من مشكلات يجب النظر إليها بعين الاعتبار ومنها :
1.بعض الطلاب أو المتدربين تنقصهم الخبرة أو المهارة الكافية للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر والشبكات وهذا يمثل أهم عوائق التعلم الالكتروني وخاصة إذا كنا نتكلم عن نوع من التعلم الذاتي.
2.لا يوجد أي ضمان من أن الأجهزة الموجودة لدى المتعلمين أو المتدربين في منازلهم أو في أماكن التدريب التي يدرسون بها المساق الكترونيا على نفس الكفاءة والقدرة والسرعة والتجهيزات وأنها تصلح للمحتوى المنهجي للمساق
3.صعوبات كثيرة في أنظمة وسرعات الشبكات والاتصالات في أماكن الدراسة.
4.صعوبات عدة في التقويم ونظام المراقبة والتصحيح واخذ الغياب.
5.التغذية الراجعة أحيانا تكون مفقودة فلو التحق طالب بمساق ما ووجد صعوبة ما ولم يجد التغذية الراجعة الفورية على مشكلته فلن يعود للبرنامج مهما كان مشوقا .
6.أهم مشكلات التعلم المدمج توفر الكوادر المؤهلة في هذا النوع من التعلم .
أمثلة على التعليم المدمج :
تجربة معهد WSI:
[/b]
بنظرة تاريخية سريعة نجد أن الفصول التدريبية التقليدية كانت هي الصيغة المسيطرة في مجال نقل المعرفة، بل حتى فيأيامنا هذه نجد أن ما يقرب من 80% من التدريب يتم داخل الفصول التدريبية، كما أنعمر آخر تقنيات التعلم (قبل ظهور التقنيات الحديثة) وهي الكتاب المطبوع يزيد عن (500) عام، في حين نلحظ أنه قد ظهر خلال العشر سنوات الأخيرة فقط ما يزيد عن عشرتقنيات رئيسة جديدة للتعلم والتعاون والمشاركة، وقد كشفت الخبرات المبكرة فيالتعامل مع هذه التقنيات عن فرص تحسين عميقة في نوعية خبرات التعلم وكفاءتها ومدىمناسبتها وكلفتها.
لقد بدأنا الآن فقط ندرك كيف ستتطور خبرات التعلم من خلالاستثمار جمع أو مزيج موَلَّف من أساليب التعلم التقليدية وأساليب التعلم المعتمدةعلى التقنية الحديثة، وكيف سيكون للتعلم المُوَلَّف تأثير استراتيجي في عمليات مهمةفي مجالات أو قطاعات العمل.
إن المؤسسات تنظر اليوم إلى ما هو أبعد من أتمتةنماذج التدريب، إنها تتطلع إلى اتجاهات حديثة لنقل المعرفة ودعم الأداء تستجيب بشكلأفضل إلى أهداف قطاع العمل وتحقق نتائج ملموسة يمكن قياسها، ومن خلال التركيز علىأهداف محددة لقطاع العمل بدلا من التركيز على تقنية التعلم ذاتها؛ تتوفر الفرصةلإعادة التفكير بشكل جوهري في تصميم المواد والبرامج التدريبية، وإمعان النظر فيالمداخل التي تحقق عملية تعلم مستمرة مع مشاركة فاعلة لعموم المؤسسة.
ما التعليم المدمج؟
يمكن وصف التعليم المدمج ـ في إطار ميسر ـ بأنه "برنامج تعلم تستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل (توصيل) المعرفة والخبرة إلى المستهدفين بغرض تحقيق أحسن مايمكن بالنسبة لمخرجات التعلم وكلفة تنفيذ البرنامج" كما عرفه آخرون "هو نوع من التعليم الحديث يدمجالمدرب بين التعليم التقليدي و التعليم الإلكتروني " و أيضاً " يقصد بالتعلم الخليط مزج أو خلط ادوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع الفصول الافتراضية والمعلم الالكتروني أي انه تعلم يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الالكتروني ."
، ولا تكمن أهمية التعليمالمدمج في مجرد مزج أنماط نقل مختلفة، بل في التركيز على مخرجات التعليم وقطاعالعمل، ولذلك يمكن إعادة صياغة هذا التعريف على النحو الآتي:
يركز التعليمالمدمج على التحقيق الأفضل لأهداف التعليم، من خلال استعمال تقنيات التعليم "الصحيحة" لمقابلة أنماط التعلم الشخصية "الصحيحة" من أجل نقل المهارات "الصحيحة" للشخص " المناسب" في الوقت "الصحيح".
ويتضمن هذا التعريف المبادئ الآتية:
- التركيز على أهداف التعليم بدلا من وسيلة نقل الخبرة.
- ضرورة دعم العديد منأنماط التعلم الشخصية المختلفة للوصول إلى الفئة المستهدفة.
- يبني كل فرد خبرةالتعلم على معارف ذاتية مختلفة.
- استراتيجية التعليم الفعالة ـ في كثير منالحالات ـ هي "وصول الفرد إلى ما يريد تماما في الوقت الذي يريده".
لقد أظهرتخبرات الرواد في مجال التعليم المدمج أن تُمَّثل هذه المبادئ أثناء التطبيق يمكنأن يسفر عن تحسينات جذرية في مدى الفاعلية والجدوى الاقتصادية لبرنامج التعليممقارنة بالأساليب التقليدية. وتتسم هذه التحسينات بدرجة عالية من العمق تمنحهاالقدرة على تغيير القدرة التنافسية لعموم المؤسسة.
التعليم المدمج
مسميات التعليم المدمج:
تعددت المسميات و المعنى ثابت منها :
التعليم المزيج .
التعليم الخليط .
التعليم المتمازج .
التعليم المؤلف .
Blended Learning ( BL ).
أبعاد الدمج :
غالبا ما تَرافق الاستخدامالأولي لعبارة "التعليم المدمج " بالربط اليسير بين التدريب في الفصل الدراسيالتقليدي وأنشطة التعلم الإلكتروني، وقد تطور المصطلح ليشمل مجموعة أغنى منإستراتيجيات التعلم ، وقد يضم برنامج التعليم المدمج واحدا أو أكثرمن الأبعاد على النحو الآتي:
الدمج بين التعليم الشبكي online والتعليم غيرالشبكي offline:
تضم خبرات التعلم المدمج أنماطالتعلم الشبكي* online learning وغير الشبكي، ويتم التعلم الشبكي عادة من خلالتقنيات الإنترنت والإنترانت، أما التعلم غير الشبكي فهو يتم في المواقف الصفيةالتقليدية، ومن الأمثلة على هذا النوع من التعليم المدمج البرامج التي تتطلببحثا في المصادر باستخدام الشبكة العنكبوتية web ودراسة المواد المتاحة من خلالهاوذلك أثناء جلسات تدريبية واقعية في الفصول الدراسية وبإشراف المدرب.
الدمجبين التعلم الذاتيself-paced ، والتعلم التعاوني الفوري live collaborative :
يشمل التعلم الذاتي أو التعلم بالسرعة الذاتية عمليات التعلم الفردي والتعلمعند الطلب والتي تتم بناء على حاجة المتدرب ووفق السرعة التي تناسبه، أما التعلمالتعاوني ـ في المقابل ـ فيتضمن اتصالا أكثر حيوية (ديناميكية) بين المتدربين، يؤديإلى مشاركة المعرفة والخبرة، وقد يشمل الدمج بين التعلم الذاتي والتعلم التعاونيـ على سبيل المثال ـ مراجعة بعض المواد والأدبيات المهمة حول منتج جديد، ثم مناقشةتطبيقات ذلك في عمل المتدرب من خلال التواصل الفوري باستخدام شبكات المعلومات.
ويجعلها متاحة لجميع العاملين من خلال شبكات المعلوماتللاستفادة منها عند الحاجة.
الدمج بين المحتوى الخاص (المعد حسب الحاجة) custom content والمحتوى الجاهز off-the-shelf content:
المحتوى الجاهز هوالمحتوى الشامل أو العام الذي يغفل البيئة والمتطلبات الفريدة للمؤسسة، ومع أن كلفةشراء أو توفير مثل هذا المحتوى تكون في العادة أقل بكثير وتكون قيمة إنتاجه أعلى منالمحتوى الخاص الذي يعد ذاتيا، فإن المحتوى العام ذا السرعة الذاتية يمكن تكييفهوتهيئته من خلال دمج عدد من الخبرات (الصفية أو الشبكية) ، وقد فتحت المعاييرالصناعية ـ مثل(SCORM )النموذج المرجعي لمكونات المحتوى التشاركي) ـ الباب نحوتحقيق مرونة أكبر في دمج المحتوى الجاهز والمحتوى الخاص لتحسين خبرات المستخدمبكلفة أقل.
الدمج بين العمل والتعلم:
إن النجاح الحقيقي وفاعلية التعلم فيالمؤسسة يرتبطان بالتلازم بين العمل والتعلم، وعندما يكون التعلم متضمنا في عملياتقطاع العمل مثل المبيعات أو تطوير المنتجات، يصبح العمل مصدرا لمحتوى التعلم،ويزداد حجم محتوى التعلم المتاح عند الطلب بما يلبي حاجة المستفيدين من هذاالمحتوى.
يُستَشَّف مما سبق أن العديد من المعوقات ذات الصلة بالوقت، والمكان،والشكل والتي ترتبط بالفصل الدراسي لم تعد موجودة، وحتى البناء التنظيمي المعدمسبقا للبرنامج التدريبي يمكن تحويله إلى عمليات أو خبرات تعلم مستمرة.
مكونات التعليم المدمج:
التعليم المدمج ليسجديدا، مع أن مكوناته كانت محصورة في الماضي في الفصول الدراسية التقليدية (بمافيها قاعات المحاضرات والمختبرات) والكتب والملخصات، أما اليوم فإنه يمكن المزاوجةبين اتجاهات التعلم المختلفة لتشمل ولا تقتصر على ما يأتي:
الصيغ الماديةالتزامنية Synchronous physical formats
- الفصول الدراسية والمحاضرات التييشرف عليها المعلم/ المدرب.
- مختبرات وورش العمل اليدوي.
- الرحلاتالميدانية.
الصيغ الشبكية التزامنية، التعلم الإلكتروني الفوري Synchronous online formats (Live eLearning):
- الاجتماعات الإلكترونية.
- الفصولالافتراضية.
- الندوات والبث من خلال الشبكة العنكبوتية.
- التدريب coaching.
- الرسائل المباشرة.
صيغ التعلم الذاتي غير التزامنية Self-paced, a Synchronous formats:
- الوثائق وصفحات الإنترنت.
- وحدات التدريب المعتمدةعلى الحاسب أو الشبكة العنكبوتية.
- المحاكاة
- مجتمعات التعلم الشبكية، ومجموعات النقاش.
اختيار المكونات المناسبة للتعليم المدمج :
يعد إيجاد استراتيجيات التعليم المدمج عملية تطورية، يلزم من أجلهااستكشاف إمكانات الفريق، والبنية التحتية للمؤسسة، ومدى تقبل المتدربين لأنماطالتعلم الجديدة.
بالنسبة للعديدين تكون المرحلة الأولى لبدء برنامج التعليم المدمج هي تكميل البرنامج التدريبي القائم سواء كان فصلا تدريبيا تقليديا، أومكتبة لمحتويات التعلم الذاتي بنشاطات تعلم إلكترونية فورية قد تشمل التدريب،والفصول و الورش الافتراضية من أجل تطوير عملية التعلم ودمجها بشكل أفضل في بيئةالعمل.
وفي حال تطوير الخبرات واكتساب الثقة بالقدرة على استخدام الأدواتالرئيسة المتاحة، يكون من المناسب استثمار جهد أكبر في إعادة تصميم البرنامجالتدريبي لتحقيق أكبر أثر ممكن على مجال العمل، وفيما يلي توضيح لعملية ذات مستوىعال من أجل التعامل مع بعض القرارات الأساسية في تصميم البرنامج التدريبي:
يجبأن يبدأ أي برنامج تدريبي بأهداف واضحة للأداء المطلوب ومجال العمل، وتحديد لما يجبأن يكون المتعلم قادرا على القيام به بعد انتهاء البرنامج التعليمي من أجل التقدمفي مجال العمل، وانطلاقا من هذه الأهداف يلزم القيام بعمليات التصميم التعليميالتحليلية، ويجب أن يراعي ذلك الخيارات الجديدة المتوفرة لعملية لتصميم، وتشملعمليات التحليل ما يأتي:
1- تحليل الفئة المستهدفة:
تحليل الفئة المستهدفة أساسيمن أجل التحقق من البدائل المتاحة لوسائل نقل المعرفة التي ستكون أكثر فاعلية فيتحقيق أهداف الأداء المحددة، ويلزم لهذا التحليل مراعاة عوامل رئيسة عديدة تشمل ـولا تقتصرـ على الآتي:
- المعرفة الأساسية:
ما مدى التوافق في المعرفة التي جاءبها المتدربون؟
- أنماط التعلم المفضلة:
بينما تختلف أنماط التعلم باختلافالأفراد، يلاحظ أن ذوي الخلفيات المتشابهة يشتركون في أنماط التعلم المفضلة؛ إذيميل الأفراد من القطاع التجاري والمبيعات إلى أشكال التعلم التعاوني، والمرئي،واللفظي، وغير الخطي، في المقابل يلاحظ أن ذوي الخلفية في تقنية المعلومات والاتصاليميلون إلى أنماط التعلم الخطية والواقعية والملموسة والفردية، فما مدى التنوع فيأنماط التعلم الذي يجب توفيره؟
- الموقع: يجب تحديد المكان الذي سيكون فيهالمتدربون، هل هم موزعون أو موجودون في مكان واحد؟
- الدافعية: ما هو مستوىالجهد والعناء والكلفة التي يتقبلها المتدربون من أجل تحقيق التعلم المعروض.
- الوصول: ما هي عناصر البرنامج التي تراها الفئة المستهدفة كفايات أساسية يجباكتسابها مسبقا قبل أن تبرز الحاجة إليها، مقابل تلك التي يمكن الوصول إليها عندالحاجة أو الطلب.
2- تحليل المحتوى:
يعد تحليل المحتوى مرشدا في عملية اختيارالبدائل الأكثر مناسبة لنقل المعرفة، وهنا يجب مراعاة أثر هذه البدائل على مدىالاحتفاظ بالتعلم عند اختيار وسائل التفاعل بين الفئة المستهدفة والمحتوى، وتتوفرحاليا بدائل لم تكن متاحة في أغلب الفصول الدراسية (التدريبية) للنفاذ إلىالمحتويات والأدوات المتنوعة والتفاعلات ثنائية الاتجاه، والألعاب والمحاكاة.
إنبعض أشكال المحتوى (على سبيل المثال، التعديلات الكبيرة في السلوك، والمهاراتالبدنية المعقدة) لا يمكن أداؤها بفاعلية إلا من خلال أنماط التدريب المباشرة وجهالوجه، ومن المهم في هذه الحالة إدراك مدى الحيوية في المحتوى، فإطلاق منتج جديد علىسبيل المثال ينتج عنه في العادة تحول سريع في المحتوى نتيجة لاستيعاب ودمج المعطياتالتي ترد بشكل مستمر من ميدان العمل والتعامل مع العملاء، ولذلك ينبغي ـ في الغالبـ أن تتوفر البرامج التي تتناول هذا ا لنوع من المحتوى بشكل فوري ومباشر لتسهيلتطوير المحتوى باستمرار وتعديله.
3- التحليل المالي:
يؤدي التحليل المالي لكل منكلفة تطوير المحتوى وتوصيله دورا مهما في اتخاذ القرارات بشأن طريقة التوصيلالمناسبة، فبرامج إيصال المحتوى التي يتعامل معها المستخدمون بسرعتهم الذاتية تعدمنخفضة الكلفة إذا تمت مقارنتها بالطرق التي تعتمد الأسلوب الفوري في التعامل معالمحتوى live formats ، وفي المقابل قد تكون كلفة إنتاج هذه البرامج مرتفعة جداويحتاج تطويرها وقتا طويلا إذا كانت ذات مستوى عال من التفاعل وتستخدم تقنياتووسائل تعليم متعددة.
أما المحتوى الذي يقدم من خلال الفصول التدريبية أو التعلمالإلكتروني الفوري فيمكن تطويره بسرعة وبكلفة قليلة، وقد يكون أيضا ذا كلفة عالية،ولكن الدراسات أظهرت أنه على الرغم من الكلفة العالية للتعلم الفوري إلا أنه أكثرجدوى اقتصاديا ما لم يكن المحتوى مستقرا وسيتم توصيله للمتدربين لآلاف المرات أوأكثر.
4- البنية التحتية:
قد تكون البنية التحتية عائقا أمام الاستفادة من بعضوسائل الاتصال المتاحة، فكثيرا ما تعوق محدودية القدرة الاستيعابية للفصولالتدريبية السرعة التي يتم فيها تدريب مجتمع واسع من المتدربين، وكذلك فإن أحجامالشاشات وإمكانات النفاذ إلى الشبكات تختلف في الهواتف النقالة عنها في الحاسباتالشخصية، وما لم يكن المرء محظوظا فإنه لن يجد شبكة ذات حزمةِ تردُّد كافية لنقلصور فيديو كاملة الحركة، ولحسن الحظ فإن أغلب تقنيات التعلم الإلكتروني الشائعةتتوافق بشكل عام مع البنية التحتية المتوفرة، كونها تعمل في الشبكات ذات الحزمالترددية المنخفضة.
منظومة التعليمالمدمج:
لابد أنيعمل من منظومة متكاملة لكي ينجح ويمكن تقسيم احتياجات التعليم المدمج إلى ثلاثةنقاط هي متطلبات تقنية ومتطلبات ومنهج ونتناول ككل جزء على إحدى :
1- المتطلباتالتقنية :
- يحتاجإلى تزويد الفصول بجهاز حاسب إلى وجهاز عرض Data Show متصلبالانترنت.
- توفيرمقرر الكتروني لكل مادة.
- توفير نظام لإدارة التعليم Learning Management System (LMS) .
- توفير نظام إدارة المحتويات Learning Content Management System (LCMS).
- توفير برامجالتقييم الالكتروني E-Evaluate.
- تحديد مواقع يمكن الاتصالبها.
- توفير مواقعالتحاور الالكتروني للتحاور مع الخبراء في المجال.
- الاتصال بالموقع الرسمي لوزارة التعليموبالتحديد مستشاري المواد.
- عقد لقاء أسبوعي مع موجهي المادة عن طريق الشبكة والسماح للطلاب بالتحاورمعه وتوجيه الأسئلة المباشرة عن المقرر والاختبار.
- توفير الفصول الافتراضية بجانب الفصول التقليديةبحيث يكمل كل منهما الأخر.
2-المتطلباتالبشرية:
والمتطلبات البشرية تمثل قطبي العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم ولكلمنهم طبيعة خاصة في ظل التعليم المدمج والكل له دور لا يقل أهمية عن الأخر لإنجاحهذا النوع من التعليم
المعلم:
- لديه القدرة على التدريس التقليدي ثم تطبيق ما قام بتدريسه عن طريقالحاسب.
- لديه القدرة على البحث عن ما هو جديد على الانترنت والرغبة في تطوير مقررهوتجديد معلومته بصفه مستمرة.
- لديه القدرة على التعامل مع برامج تصميمالمقررات سواء الجاهز منها أو التي تتطلب مهارةخاصة.
- لديه القدرة على تصميم الاختبارات بنفسه حتى يحولالاختبارات التقليدية إلى إلكترونيه.
- التعامل مع البريد الالكتروني وتبادل الرسائلبينه وبين طلابه.
- لديه الرغبة في الانتقال من مرحلة التعليم التقليدي إلى مرحلة التعليمالالكتروني.
- يحولكل ما يقوم بشرحه من صورته الجامدة إلى واقع حي يثير انتباه الطلاب عن طريق الوسائطالمتعددة Multimediaوالفائقة Hypermedia من خلالالانترنت.
- لابدمن أن يرسخ في ذهنه أن دخول التعليم الالكتروني والتحول الكامل إلى الفصولالافتراضية والمقررات الالكترونية و الإدارة الالكترونية أمر حتمي حتى يتمتحفيزه على العمل والتدريب الجيد خلال فترة التعليم المدمج والاستفادة منها.
- لدية القدرة على خلق روحالمشاركة والتفاعلية داخل الفصل.
- استيعاب الهدف من التعليم .
الطالب:
يحتاج الطالب في ظل التعليم المدمج أن يفهم انه ٌمشارك في العملية التعليميةويجب أن يشعر أن دورة هام لكي يتفاعل مع المعلم في الوصول إلى الهدف:
- لابد أن يشعرالطالب أنه مشارك وليس متلقي.
- يجب ان يتدرب على المحادثة عبرالشبكة.
- لديهالقدرة على التعامل مع البريد الالكترونى.
فوائد التعليم المدمج :
تنبع فكرة التعليم المدمج من أن التعليم عملية مستمرة وليس حدثا ينتهي في مرة واحدة، والدمج يوفرفوائد متعددة مقارنة بأنماط التعلم التي توظف وسيلة اتصال واحدة، ومن هذه الفوائدما يأتي:
1- زيادة فاعلية التعلم:
أظهرت دراسات حديثة وجود دلائل على أناستراتيجيات التعليم المدمج تحسن مخرجات التعلم من خلال توفير ارتباط أفضل بينحاجات المتعلم وبرنامج التعلم.
2- يزيد إمكانات الوصول للمعلومات:
إن أنماطالتعلم التي تقتصر على وسيلة اتصال واحدة تحدُّ إمكانات الوصول للمواد التعليميةوالمعارف المهمة في موضوع التدريب، وعلى سبيل المثال تقصر برامج التدريب في الفصولالدراسية التقليدية إمكانات الوصول بالمشاركين الذين يوجدون في مكان وزمان محددين،في حين تشمل الفصول التدريبية الافتراضية الفئات المستهدفة التي توجد في أماكنمتباعدة، ويمكن تجاوز مشكلة الوقت المحدد للتدريب إذا توفرت إمكانية تسجيل مجرياتالفصل التدريبي وإتاحة الوصول إليها من قبل المتدربين الذين لم يتمكنوا من المشاركةفي التدريب الفوري.
3- تحقيق الأفضل من حيث كلفة التطوير والوقت اللازم:
يتيح ضمأو دمج أنماط توصيل مختلفة أمكانية تحقيق التوازن بين البرنامج التعليمي الذي يتمتطويره (بناؤه) وبين الكلفة والوقت اللازم لذلك، فقد يكون تطوير محتوى تدريبي شبكيبالكامل بأسلوب التعلم الذاتي وغني بالوسائط التعليمية مكلفا جدا، ولكن الدمج بينأنماط مختلفة (كالتعلم التعاوني الافتراضي، والجلسات التدريبية المعتادة، وموادالتعلم الذاتي البسيطة مثل الوثائق، ودراسات الحالة، وأحداث التعلم الإلكترونيالمسجلة، وعروض البوربوينت) قد يكون بذات الكفاءة أو أكثر ولكن بكلفة أقل.
4- تحقيقأفضل النتائج في مجال العمل:
تظهر المؤسسات من تطبيقاتها الأولية التعليم المدمج نتائج استثنائية إذ وجد أن تحقيق الأهداف التعليمية قد تحقق بوقت أقلبنسبة 50% من الإستراتيجيات التقليدية، وتم تخفيض كلفة السفر والانتقال لأماكنالتدريب إلى نحو 85%.
عوامل نجاح التعليم المدمج:
هناك العديد من العوامل التي تساهم في نجاح التعليمالمدمج منها ما يلي:
1- التواصل والإرشاد :
من أهم عوامل نجاح التعليم المدمجالتواصل بين المتعلم والمعلم, بأن يقوم المعلم بإرشاد الطالب متى يكون وقت التعلمويرسم له الخطوات التي يتبعها من اجل التعلم والبرامج التي يستخدمها الطالب من اجلالتحصيل.
2- العمل التعاوني على شكل فريق :
في التعليم المدمج لابد أن يقتنع كل فرد ( طالب، معلم ) بأن العمل في هذا النوع من التعليم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين, ولابد من العمل في شكل فريق, وتحديد الأدوار التي يقوم بها كل فرد.
3- تشجيع العملالمبهر الخلاق:
الحرص على تشجيع الطلاب على التعليم الذاتي والتعلم وسط المجموعات, لأن الوسائط التكنولوجية المتاحة في التعليم المدمج تسمح بذلك ,(فالفرد يمكن أنيدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة أو قراءتها من على الخط بينما في ذات الوقت يشاركمع زملائه في بلد آخر من خلال الشبكة أو من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديوعن المعلومة ).
إن تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل.
4- الاختيارات المرنة:
التعليم المدمج يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والإجابةعن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان أو التعلم السابق لدى المتعلم ,وعلى ذلكلابد من أن يتضمن التعليم المدمج اختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافةالمستفيدين من أن يجدوا ضالتهم .
5- اتصل ثم اتصل ثم اتصل :
لابد أن يكون هناك وضوحبين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد, وأن يكون هناك طريقة اتصال سريعةومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف, ولابد منأن يشجع الاتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم البعض لتبادل الخبرات وحل المشكلاتوالمشاركة في البرمجيات
مشكلات التعليم المدمج :
لا يخلو التعليم المدمج من مشكلات يجب النظر إليها بعين الاعتبار ومنها :
1.بعض الطلاب أو المتدربين تنقصهم الخبرة أو المهارة الكافية للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر والشبكات وهذا يمثل أهم عوائق التعلم الالكتروني وخاصة إذا كنا نتكلم عن نوع من التعلم الذاتي.
2.لا يوجد أي ضمان من أن الأجهزة الموجودة لدى المتعلمين أو المتدربين في منازلهم أو في أماكن التدريب التي يدرسون بها المساق الكترونيا على نفس الكفاءة والقدرة والسرعة والتجهيزات وأنها تصلح للمحتوى المنهجي للمساق
3.صعوبات كثيرة في أنظمة وسرعات الشبكات والاتصالات في أماكن الدراسة.
4.صعوبات عدة في التقويم ونظام المراقبة والتصحيح واخذ الغياب.
5.التغذية الراجعة أحيانا تكون مفقودة فلو التحق طالب بمساق ما ووجد صعوبة ما ولم يجد التغذية الراجعة الفورية على مشكلته فلن يعود للبرنامج مهما كان مشوقا .
6.أهم مشكلات التعلم المدمج توفر الكوادر المؤهلة في هذا النوع من التعلم .
أمثلة على التعليم المدمج :
تجربة معهد WSI:
[/b]